رفقاء العزلة

 

نَحن الوحيدون جِداً!

فَي عالمٍ معزول عن الإزدحام.

الذين ولِدنا مِن رحم الألم.

وأَنتشلنا مِن الموت.

وعُدنا لِـ نلتقي في صفحاتِ الكُتب

فِي الأَوراق المُخبئة

نقرأُ تفاصيلنا في كِتابات “جبران” الحزين.

وقصائد “جويدة” التي تَحكينا في أنصاف الليل وجعاً.

فيلتقي بِنا “سارتر” بِفلسفته السوداء.

ويُغرقنا منطق “ابن خلدون” في العمق.

وينتهي بِنا المطاف بِإكتئاب “دستوفسكي او كافكا” وعبثية “البير كامو”

نحن كُل الكتابات الحزينة!

التي نَسجها مَجانينُ الأدب.

والرسالة الأخيرة لـ” ڤان جوخ” التي كتبها بيدٍ مُرتعشة قبل أن ينتحر.

نحن الكلمات الأخيرة لـ”دليدا” عندما تقول:” أنا وحيدةٌ بالكامل”

والشهقةُ الأخيرة “لغاندي” قبل أن يُغتال.

نحن أصحاب الجداريات الحزينة في الأزقة ، 

قاطني العشوائيات الفقيرة.

نحن أصدقاء الليل!

أولئك الذين اعتادوا السهر دون سبب واضح !

من لا نملك مبررًا للتأمل في السقف 

في فضاء السماء ، وأَلفًُ فكرةٍ وجودية تراودنا.

نحن هلوسات الليل الغير مفهومة.

مجهولو الحقيقة ، والتفاصيل الخفية.والأشياء المنسية.

نحنُ أصدقاء الكُتب!

من اعتادوا الصمت

نحن من نخلق الحجج لنعتذر عن حضور الحفلات والتجمعات.

نحن أصدقاء الجميع و لا صديق لنا!

أولئك الذين اتخذوا العزلة رفيقًا لهم.

نحن أصحاب الرسائل التي لم ترسل!

و الوجع الذي لم ينطق

و الأمنيات التي لم تتحقق.

نحن الوحيدون جدًا !

المزيفون أمام الناس ، 

الصادقون أمام العالم ، 

نحن من لا نملك إلا قلوبًا لم تعدّ للبيع.

و أحلامًا محطمة 

و أمنيات أصبحت في طوق النسيان.

نحن المصابون بلعنة التفاصيل!

 و الوسواس القهري

و متلازمات الخوف و القرب و الاهتمام.

نحن صراخ الألم الذي لم يُسمع.

نحتبيءُ في المقاعد الأخيرة نُراقب العالم من بعيد.

نفتعل الصُدف لِنسعد الأخرين.

 ونختبيءُ مِن الشفقة السخيفة.

نحن الوحيدون جدًا كـ آخر طفل على الأرض في مدينة الموتى .

للتحميل | اضغط هنا 

تحميل نسخة بدون موسيقى | اضغط هنا 

كلمات : الأزهر العدوي 

music by : Tony Anderson

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *